أماه ظلموكِ فقالوا عيدك

[size=32][/size]
[size=32] [/size][size=32]عيد الأم ! نبذة تاريخية ، وحكمه عند أهل العلم[/size]
[size=32]( الشيخ محمد المنجد )[/size]
[size=32][/size]
[size=32]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله[/size]
[size=32]تمهيد[/size]
[size=32]فقد أخبر النبي [/size]
[size=32] عن وقوع متابعة أمته للأمم السابقة من اليهود والنصارى والفرس ، وليس هذا – بلا شك –[/size]
[size=32]من المدح لفعلهم هذا بل هو من الذم والوعيد ، فعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي [/size]
[size=32] قال : [/size]
[size=32]" لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن !؟ " [/size]
[size=32]، رواه البخاري ( 3269 ) ومسلم ( 2669 ) .[/size]
[size=32]عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي [/size]
[size=32] قال :[/size]
[size=32]" لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، فقيل : يا رسول الله كفارس والروم ؟ فقال : ومن الناس إلا أولئك ؟ " [/size]
[size=32]رواه البخاري ( 6888 ) .[/size]
[size=32]أخذ القرون : المشي على سيرتهم .[/size]
[size=32]وقد تابع جهلة هذه الأمة ومبتدعتها وزنادقتها الأمم السابقة من اليهود والنصارى والفرس في عقائدهم ومناهجهم وأخلاقهم وهيئاتهم ، [/size]
[size=32]ومما يهمنا – الآن – أن ننبه عليه في هذه الأيام هو اتباعهم ومشابهتم في ابتداع " عيد الأم " أو " عيد الأسرة " ، [/size]
[size=32]وهو اليوم الذي ابتدعه النصارى تكريماً – في زعمهم – للأم ، فصار يوماً معظَّما تعطَّل فيه الدوائر [/size]
[size=32]ويصل فيه الناس أمهاتهم ويبعثون لهن الهدايا والرسائل الرقيقة ، فإذا انتهى اليوم عادت الأمور لما كانت عليه من القطيعة والعقوق .[/size]
[size=32]والعجيب من المسلمين أن يحتاجوا لمثل هذه المشابهة وقد أوجب الله تعالى عليهم بر الأم وحرَّم عليهم عقوقها وجعل الجزاء على ذلك أرفع الدرجات .[/size]
[size=32][/size]
[size=32]تعريف العيد[/size]
[size=32]قال شيخ الإسلام ابن تيمية :[/size]
[size=32]فالعيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد ، عائد : إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك[/size]
[size=32]" اقتضاء الصراط المستقيم " ( 1 / 441 ) .[/size]
[size=32]وقال ابن عابدين – رحمه الله - : " سُمي العيد بهذا الاسم ؛ لأن لله تعالى فيه عوائد الإحسان ،[/size]
[size=32]أي : أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل يوم ، منها : الفطر بعد المنع عن الطعام ، [/size]
[size=32]وصدقة الفطر ، وإتمام الحج بطواف الزيارة ، ولحوم الأضاحي ، وغير ذلك ، ولأن العادة فيه الفرح والسرور والنشاط والحبور " .[/size]
[size=32]" حاشية ابن عابدين " ( 2 / 165 ) .[/size]
[size=32]كم عيد في الإسلام ؟[/size]
[size=32]يلحظ المسلم كثرة الأعياد عند المسلمين في هذه الأزمنة ، مثل " عيد الشجرة " ، و " عيد العمال [/size]
[size=32]" و " عيد الجلوس " و " عيد الميلاد " …الخ وهكذا في قائمة طويلة ، وكل هذا من اتباع اليهود [/size]
[size=32]والنصارى والمشركين ، ولا أصل لهذا في الدين ، وليس في الإسلام إلا عيد الأضحى وعيد الفطر .[/size]
[size=32]عن أنس بن مالك قال كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي [/size]
[size=32] المدينة قال : [/size]
[size=32]كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما : يوم الفطر ، ويوم الأضحى .[/size]
[size=32]رواه أبو داود ( 1134 ) والنسائي ( 1556 ) ، وصححه الشيخ الألباني .[/size]
[size=32]بر الأم[/size]
[size=32]قال الله تعالى :[/size]
[size=32]{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ [/size]
[size=32]وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } [/size]
[size=32][ النساء / 36 ] .[/size]
[size=32]وقال تعالى : [/size]
[size=32]{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } [/size]
[size=32][ الإسراء / 23 ] .[/size]
[size=32]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله [/size]
[size=32] : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : [/size]
[size=32]ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك .[/size]
[size=32]رواه البخاري ( 5626 ) ومسلم ( 2548 ) .[/size]
[size=32]قال الحافظ ابن حجر :[/size]
[size=32]قال ابن بطال : مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر ، قال : [/size]
[size=32]وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها ثم تشارك الأب في التربية ، [/size]
[size=32]وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى[/size]
[size=32]{ ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين } [/size]
[size=32]، فسوَّى بينهما في الوصاية ، وخص الأم بالأمور الثلاثة ، قال القرطبي :[/size]
[size=32]المراد أن الأم تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر ، وتقدَّم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة ،[/size]
[size=32]وقال عياض : وذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب ، وقيل : يكون برهما سواء ، ونقله بعضهم عن مالك والصواب الأول .[/size]
[size=32]" فتح الباري " ( 10 / 402 ) .[/size]
[size=32]بل وحتى الأم المشركة فإن الشرع المطهر الحكيم رغَّب بوصلها :[/size]
[size=32]فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : قدمتْ عليَّ أمِّي وهي مشركة في عهد رسول الله  [/size]
[size=32]فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : قدمتْ عليَّ أمِّي وهي راغبة أفأصل أمي ؟ قال : [/size]
[size=32]نعم صِلِي أمَّك[/size]
[size=32]رواه البخاري ( 2477 ) .[/size]
[size=32][/size]
[size=32]يتبـع
[/size]